الحلـقة النـقاشيـة
 ((الواقع الحضاري للشباب والتطلعات المستقبلية لدورهم في بناء العراق الجديد ))
  

الاربعاء الموافق 23/6/2004 م

 عقدت في مركز البحوث النفسية يوم الاربعاء الموافق 23/6/2004 م في تمام الساعة العاشرة صباحا . الحلقة النقاشية الموسومة  (( الواقع الحضاري للشباب والتطلعات المستقبلية لدورهم في بناء العراق الجديد ))
 وقد حضر الحلقة عددا من الاساتذة في اختصاصات علمية مفتوحة من كليات جامعة بغداد اضافة الى المهتمين . وأدار الحلقة النقاشية الدكتور غسان حسين سالم .
 محاور الحلقة :
 تضمنت الحلقة ثلاثة محاور أساسية :  المحور الأول (المحور السياسي ).
 شارك فيه الدكتور حميد فاضل حسن أستاذ في كلية العلوم السياسية / جامعة بغداد وعنوان موضوعه (( الشباب في العراق بين الآمال الخجولة والمعوقات الكبيرة )).ولقد تتطرق د. حميد فاضل حسن الى ثلاثة محاور أساسية:
 المحور الأول : مفهوم الشباب
 المحور الثاني : الشباب في العراق آمال وطموحات
 المحور الثالث : الشباب في العراق مشاكل وأخطار
 وقد تحدث في هذا المحور عن مفهوم الشباب ومن هم الشباب والمرحلة العمرية التي يمثلها الشباب ومشاكلهم التي أخذت تتزايد وتتعاظم في العراق . فالشباب في العراق يعيشون تحت رحمة مشاكل معقدة وأخطار كبيرة القسم الاكبر منها بفعل السياسات السابقة والقسم الأخطر  منها وفد مع وفود قوى الاحتلال والاستعمار الجديد الى البلاد  منها :-
 1. صعوبة توفير فرص عمل تستوعب هذا العدد الكبير  من الشباب نظرا لخلو البلاد من بنيه تحتيه علمية واقتصادية قادرة على تشغيل هؤلاء . فالقسم الاكبر كان يعمل في المؤسسات العسكرية او شبه العسكرية التي كانت تستاثر بالاهتمام الاكبر لدى مقرري السياسة في العهد السابق . وقد نتج عن إلغاء هذه المؤسسات مشاكل كثيرة في صفوف الشباب اهمها البطالة والهجرة الى الخارج .
 2. نظرا لكون قسم كبير من الشباب العراقي غير متعلم او ذا تعليم محدود فهناك خشية من وقوع هذه الفئات تحت ضغط مشاكل البطالة والحياة –لتأثير الحركات الاجتماعية والدينية المتطرفة التي تستهدف أحداث خلل في التوازنات الاجتماعية القائمة .
 3. الروح العسكرتارية التي طبعها النظام السابق على المجتمع العراقي قد فرضت نظم قيميه وثقافية قائمة على أساس تبني وتفضيل لغة العنف والقوة على لغة الحوار والسلام في حالة الاختلاف وعدم الاتفاق بالآراء الأمر الذي يخدم بشكل كبير الحركات الارهابيه والمتطرفه التي تستهدف الاساءه الى البلد .
  المحور  الثاني ( المحور الاجتماعي )
  اعقب حديث  الدكتور حميد فاضل حسن تناول المحور الاخر في الحلقه والذي شمل الجوانب الاجتماعيه للشباب وتطلعاتهم المستقبليه وقد تحدث في هذا المحور كل  من الدكتوره فوزيه العطيه  الاستاذة في علم الاجتماع  والدكتور عبد الواحد مشعل  وعنوانه (( الشباب : الواقع والمستقبل : رؤية عن دور الشباب في بناء العراق الجديد )) . وقد تركزت النقاط في هذا المحور على الاتي :-
 1_ مرحلة الشباب تقع ضمن المرحله  العمريه ( 15-45 ) سنه .
 2-الحاجات الاساسيه والحاجات الثانويه للشباب حيث تمثل الحاجات البدنيه مثل ( الغذاء والكساء ………..) والحاجات النفسيه مثل الحاجه الى الانتماء والثقه بالنفس والشعور بالامن بصوره عامه وهناك ايضا الحاجات الاجتماعيه مثل تحقيق مكانه اجتماعيه مرموقه في المجتمع والحاجه الى الارشاد والتوجيه . والحاجات لدى الشباب اذا لم تشبع تؤثر على المجتمع وتطوره . فالشباب هم عماد المجتمع ومركز طاقته الفعالة والقادرة على احداث التغيير في جميع مجالات الحياة .
3. هجرة الشباب الى الخارج وضياع فرص الزواج 
4. البطالة وشيوع ظاهرة  العنف في البلد.
5. دور  العشائر في البناء الاجتماعي.
 
المحور الثالث (المحور النفسي ):
اعقب ذلك  تناول المحور الأخير في الحلقة والذي شمل الأبعاد النفسية للشباب ومشاكلهم وتطلعاتهم المستقبلية وقد تحدث في هذا المحور الأستاذ الدكتور الحارث عبد الحميد حيث دعا الى :-
1.    بث روح الشباب في الشباب أنفسهم فالشباب لا يتحدد بفئة عمريه معينة ولكن الشباب هو عطاء وعمل فالأكثر عطاءا هو الأكثر شبابا .
2.    بناء جديد لمنظومة القيم الاجتماعية من الحب والسلام وحب الآخرين للآخرين وعدم تجريح الآخرين والإساءة إليهم  لكي نبني عراق السلام .
3.    بناء مجتمع العدالة والرحمة والقانون ، والعدالة تنبع من الداخل والذات.
4.    بناء مجتمع الحرية والديمقراطية والاستقلالية على مستوى الفرد والمجتمع وليس بالضرورة استيراد الديمقراطية.
5.    بناء مجتمع التسامح والتصالح  والعفو والتألف وبعد ذلك نحقق مجتمع السلام.
6.    ان نرحب بالمهجرين وان يساهموا  في بناء العراق وان يؤدي دورهم فيه فالوسائل والطرائق كثيرة ومتعددة ولاتعتمد على واحد فللجميع دور كبير في بناء العراق سواء كانوا في داخل العراق او خارجه.
7.     اما بالنسبة لموضوع البطالة فهناك البطالة المقننة والتي تعني ان الموظف الذي لديه عمل ولايعمل  ويقضي معظم وقته في الحديث والاكل …………..الخ  فهي بطالة من الناحية الاجتماعية والسيكولوجية وليس فقط البطالة تعني ان ليس لديه عمل.
وقد اعقب ذلك عرض دراسة استطلاعية لمشكلات الشباب في الوقت الحاضر التي قام بها الدكتور مظفر جواد والمدرس المساعد رنا فاضل عباس . تناولت الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والنفسية للشباب . وقد احتلت الفقرة رقم (11 ) التي تناولت ( الإحباط نتيجة كثرة الحروب والحصار ) المرتبة الأولى في تسلسل اهمية المشكلات التي يعاني منها الشباب . وجاءت قوة تلك الفقرات متناسقة مع متطلبات الظروف الصعبة التي يعاني منها الشباب في هذه المرحلة بالذات .بينما نالت الفقرة رقم ( 2 ) ( فقدان الأمن بكافة أشكاله ) والفقرة رقم ( 40 ) ( القلق المتزايد من حالة الفوضى التي تسود الشارع )  التسلسل الثاني والثالث بالاهمية على التتالي .يعكس ذلك عدم شعور الشباب بالامن نتيجة كثرة الأحداث والفوضى التي تسود الشارع العراقي . كما احتلت الفقرة رقم ( 10 ) التسلسل الرابع في الأهمية والمتمثلة بـ ( الضغط النفسي لمشاهدة قوات الاحتلال في المدينة ) . مما يظهر عدم رضى معظم الشباب بظروف الاحتلال مهما كانت اسبابه ورغبتهم في التخلص من هذه الحالة بأقرب وقت. ثم توالت المشكلات في مستوى أهميتها حتى وصلت الى اقل المشكلات اهمية بالنسبة للشباب والتي تمثلت بضعف الترابط الاسري وضعف الشعور بالانتماء الى الوطن حيث نالت اقل مستوى من الاهمية مما يظهر قوة الترابط الاسري والشعور بالانتماء الوطني رغم الظروف.
 كما تحدث الدكتور غالب محمد رشيد عن الشعور بالانتماء الوطني وعلاقته بتحقيق الحاجات عند الشباب ، حيث تتطرق الى موضوع الحاجات الاساسية والثانوية التي تنمي لديهم انتمائهم الى الوطن . وضرورة توفير فرص العمل للشباب داخل القطر للحد من ظاهرة الهجرة الى الخارج وضياع فرص الزواج .
  اعقب ذلك  فتح باب الحوار والمشاركة من قبل الحضور وكالاتي :-
 1. أ.د فوزية العطية                 الأستاذة في علم الاجتماع
 2. د. عبد الواحد مشعل                   علم الاجتماع
 3. د. علي فؤاد السلوم
  حيث تم التركيز في حوارهم على الاتي :-
   1.ظاهرة البطالة التي يعاني منها شبابنا والتي دفعتهم الى الإحباط وعدم الثقة بالمستقبل .
   2. شيوع ظاهرة العنف في البلد.
   3. ظاهرة هجرة الشباب الى الخارج وضياع فرص الزواج .
   4. الحاجات الاساسية لدى الشباب وضرورة إشباعها لكي يشعروا بالأمن والاستقرار.
 وقد خرجت الحلقة النقاشية التي تناولت ((الواقع الحضاري للشباب والتطلعات المستقبلية لدورهم في بناء العراق الجديد )) بالتوصيات الاتية :-
 1.توفير فرص العمل للشباب داخل القطر للحد من ظاهرة البطالة التي يعاني منها شبابنا والتي دفعتهم الى الإحباط وعدم الثقة بالمستقبل وشيوع ظاهرة العنف في البلد وكذلك للحد من ظاهرة الهجرة الى الخارج وضياع فرص الزواج .
  2. الاهتمام بالمستوى العلمي للشباب وتدعيم متطلباتهم .
  3. استغلال اوقات الفراغ لدى الشباب في الترويح عن النفس من خلال توفير النوادي الترفيهية .
  لقد كان للحلقة النقاشية الأثر الطيب في نفوس الحضور لما تناولته من ظاهرة وموضوعا يشكل اهمية كبيرة لدى الجميع وخاصة الشباب حيث يتناول مشاكلهم وواقعهم وتطلعاتهم المستقبلية . وهذا مدعاة لان يقف عنده الجميع وعلى وجه الخصوص الشريحة المثقفة والعلمية والاكاديمية لانها تمثل الطليعة في تلك المسيرة والأساس في التحسس بالمشكلة ووضع الحلول المناسبة لها وهذا مدعاة الى مزيد من الفعاليات ومشاركة اختصاصات عديدة لأنها مشكلة تهم الجميع.
 

العودة الى صفحة الحلقات النقاشية